وحتى نحقق إيجابيات الإعلام في المجتمع فإنه لا بد من أمور هامة:
متغيرات البيئة: وهي الظروف المحيطة من ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية وهذه الظروف أما تكون مساعدة لوسائل الإعلام على حدوث التغيير أو يمكن أن تكون مثبطة له وتقلل من فعاليته.
حسب ما هو دارج ومؤرخ فإن القرن الخامس عشر شهد انطلاق ثورة الطباعة الصحفية، والبدء بطباعة الجرائد والكتب بشكل كبير، لكن دون استخدام مفهوم الصحافة والإعلام الذي بدأ العمل به في أوائل القرن العشرين، وبشكل معاصر اشتمل على وسائل سمعية ومرئية باعتبارها وسائل أكثر تقدماً أسهمت في تقديم محتويات ترفيهية ومعلوماتية بفضل التكنولوجيا التي ساعدت في النمو الكبير الذي طرأ على قطاع الصحافة والإعلام.[٥]
لوسائل الإعلام -بنافيها البصرية كالصحافة والكتب والمسرح والسينما والتلفزيون، والسمعيّة كالإذاعة والخطابة والأشرطة وشبكات الانترنت وغيرها- مكانةٌ لا يُستهان بها في حياة المجتمع المعاصر، والمُنتظر أن يكون لهذه الوسائل الإعلامية أثرها الجيد على المجتمع وعلى بناء المفاهيم والأخلاق والقيم فيه، وفيما يأتي شرحٌ تفصيلي لتأثير وسائل الإعلام على القيم الأخلاقية والمجتمعية: تأثير الإعلام على القيم الأخلاقية
وأشارت لينهارت إلى ضرورة سؤال المراهقين في حياتك عما يحبونه على هذه المنصات، وما هي أنواع الاتصالات أو الأنشطة التي تدعم صحتهم العقلية.
يؤثّر الإعلام بوسائله المتعددة في أفكار الإنسان وقيمه واخلاقه وتصرفاته أيضًا، فلهذه الوسائل الإعلامية قدرة سحريّة على التأثير في اللاوعي لدى الناس وزرع الأفكار التي تطرحها في سلوكياتهم اليومية والحياتية، كما انّها تغير وجهة نظرهم في العالم الذي حولهم، وقد تقوم بعملية استبدال كامل للقيم، وزرع قيم أخرى بدلًا منها، من خلال تكوين صور نمطية وذهنية حول الكثير من الموضوعات، ولا شكّ انّ الهدف الأساسي من هذه القدرة في التأثير هو البناء والإصلاح والمساهمة في غرسالقيم الأخلاقية الحسنة، ولكن قد يكون لها التأثير العكسي أحيانًا فتسبب آثارًا مدمرة للمنظومة القيمية في المجتمع، وهذا يحدث عندما تختار وسائل الإعلام نماذج تريد للناس أن تتخذ منها قدوة يحتذى بها، وأكثر فئات المجتمع تأثرًا بهذه القدوات هم الشباب الذي هم في سن المراهقة، فمن السهل التحكم بهم وتغيير قيمهم من خلال طرحها في تصرفات هذه البطل القدوة، فتنشأ ظاهرة التقليد الأعمى من دون التمييز بين القيم الصحيحة والسليمة وبين الاختيارات الخاطئة والأفعال المشينة، ويختلط المرفوض بالمقبول سواء أكان دينيًا أو مجتمعيًا، فقد تصبح السلوكيات والقيم الخاطئة مقبولة ومنتشرة في المجتمع، وهذا دليل على الأثر الرهيب التي قد تتركه وسائل الإعلام في القيم الأخلاقية في أي مجتمع.[٢]
الحياة والمجتمع ، قضايا مجتمعية / أثر الإعلام على الشباب
جاءت ثورة الاتصال لتجعل من وسائل الإعلام شريكاً فاعلاً يسهم بقدر كبير في عملية التنشئة الاجتماعية والعملية التربوية، بجانب الأسرة والمدرسة والنادي والمسجد ومراكز التوجيه والتوعية، وتظهر فاعلية وسائل الإعلام في قدرتها على التحرك، حيث يوجد المستقبِل أو الجمهور المستهدف في بيته أو مكتبه أو أي مكان يتجه إليه، تخاطب الكبير والصغير والمرأة والرجل، واحتلت لنفسها مكاناً في كافة ميادين الفكر والتأثير، من ثقافة وترويح وتسلية وتوجيه، وفق أساليب مستحدثة وتقنيات عالية، مما يجعل الإنسان يُسلم عقله وعاطفته لجاذبية الوسيلة الإعلامية وبرامجها، لتقوم بدور الأب والمعلم، بل وأحياناً بدور الإفتاء والإرشاد، دون أن يدرك المتلقي أن ما تحمله الرسائل الإعلامية اليوم مشحون بقيم صاحب الرسالة يسعى لإحلالها محل القيم القائمة إذا كانت هذه القيم القائمة تتعارض مع أهدافه ومراجعه.
ز/ تنمية الروح السلبية في التلقي والتعليم واكتساب المهارات عن طريق الممارسةº حيث يتعود المشاهد سهولة التحصيل دون ممارسة أو جهد أو تجربة للمعلومة أو المهارات، مكتفياً بما يقدمه الجهاز الإعلامي من حلول أو نتائج.
من المهم توجيه اهتمامنا لتعزيز الوعي الإعلامي والتحصين الذاتي لدى الشباب يجب تشجيع الشباب على التحلي اضغط هنا بالقدرة على التحليل النقدي للمحتوى الإعلامي وتطوير المهارات اللازمة للتفاعل الصحيح مع الوسائل الإعلامية.
هي كافةُ وسائل الإعلام المسموعة، والتي تؤثر على الإنسان بشكلٍ أسرع من الوسائل الورقية، وذلك بسبب القدرة على الحصول عليها مجاناً، وفي أي مكانٍ يوجد فيه الإنسان سواءً في المنزل، أو الحافلة، أو السيارة وتسعى مُعظم الإذاعات إلى التأثير المباشر على التنشئة الاجتماعية للأفراد، عن طريق العمل على تزويدهم بكافةِ المعلوماتِ حول العديد من الموضوعات اليومية المُحيطة بهم، وهكذا تُساهم في التحكم بأفكارهم بطريقةٍ مناسبة.
ففي ظل الواقع الإعلامي، تعمل الرسالة الإعلامية علي استهداف شرائح عريضة في المجتمع في صيغة تثير انتباهه وتستميل عواطفه من خلال توظيف مختلف الوسائل الحديثة وما يصدر عنها من تصورات وأفكار ومبادئ تعمل علي احداث تغير مقصود في المجتمع تحت وطأة اغراء لا يقاوم تكرس فيه منظومة جدية من القيم والمعايير، لتصنع قلقا جماعياً وتحدث هلعا في النسيج الاجتماعي لا مبرر له، لان القائمين علي الاتصال يؤمنون بان الجمهور قوة كامنة بمجرد تحريكها او استفزازها يمكن ان تغير الكثير علي ارض الواقع بما يخدم مصالح الوافد الغريب .
ولا يتوقف تغيير الاتجاه والموقف على القضايا العامّة أو الأحداث المثارة، بل يمتد إلى القيم وأنماط السلوك، فقد يحدث أن يتقبل المجتمع قيماً كانت مرفوضة قبل أن تحملها الرسالة الإعلامية، أو يرفض قيماً كانت سائدة ومقبولة مستبدلاً بها قيماً جديدة.
بل إن الإعلام والإنباء سيكون خاتمة الحياة الدنيا واستقبال الحياة الآخرة إما بنعيمها أو عقابها: (كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر ينبأ الإنسان يومئذ بما قدّم وأخّر) سورة القيامة.
Comments on “تأثير وسائل الإعلام على الشباب Secrets”